1. SKIP_MENU
  2. SKIP_CONTENT
  3. SKIP_FOOTER
director2 2016-1
fr en sp

نبذة تاريخية عن جامعة القرويين

  إن كل متتبع لتاريخ المغرب يجد في طياته إجماع العلماء والمؤرخين على أن مسجد القرويين شرع في بنائه في الأول من رمضان عام 245 هـ بمباركة العاهل الإدريسي يحيى الأول وأن فاطمة أم البنين  بنت محمد الفهري هي التي تطوعت ببنائه من مالها الخاص تقربا من الله واحتسابا .

  عرف الجامع تدرجا وتطورا و إصلاحات شتى على يد الملوك المتعاقبين على حكم المغرب من عهد المرابطين الى عهد العلويين ،حيث انتقل من مرحلة التعبد إلى مرحلة إلقاء الخطبة وصولا إلى حلقات العلم وطلب تحصيله ومدارسته مما أضفى عليه صفة الجامعة التي اكتملت له أوصافها في العهد المريني ويبرهن ذلك النشاط الدؤوب المتتابع لإلقاء الدروس بالإضافة إلى تعزيز القرويين بمدارس للتخصص و مأوى للطلبة الوافدين إليها من كل أنحاء أرجاء المغرب وخزانات للكتب حيث أصبحت تشتمل على مراكز للدراسة وهي:

   •    جامع القرويين.

   •    المدارس التي كانت مراكز للتخصص.

   •    جوامع فاس ومساجدها  التي كانت بمثابة معاهد للدراسة الابتدائية والثانوية.

   •    الحلقات الخاصة التي كانت تعقد غالبا في منازل العلماء مع خواص طلابهم.

  وهذا التوزيع في الدروس بين مراكز متعددة لم تنفرد بها القرويين بل اتسمت به الجامعات الإسلامية الكبرى كالأزهر والزيتونة وغيرهما .

  ومع بزوغ عهد الدولة العلوية عرف المغرب إصلاحات جذرية هامة في الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية سارت بالدولة قدما في ركب التطور والازدهار فنالت جامعة القرويين في خضمها اهتماما بالغا من لدن سلاطين العلويين حيث أولوها رعاية خاصة من خلال تشجيعهم للعلم ورجالاته .

  ففي عهد السلطان المولى الرشيد تم استقطاب كبار العلماء من مختلف أنحاء المغرب وبنيت مدرسة الشراطين لسكنى الطلبة إضافة إلى إحداث مهرجان سلطان الطلبة الذي اختصت به جامعة القرويين تحت إشراف الدولة تشجيعا للدرس والتحصيل.

  وفي عهد محمد بن عبد الله تم إدخال تنظيمات جديدة على سير الدروس، كما فتح ملف خاص بالقرويين فأصدر مرسوم ملكي بهذا الصدد عام 1203 ه -1789 م وخصص الفصل الثالث منه للدراسة بالقرويين وفروعها مع تحديد مواد التدريس وتقرير الكتب الخاصة بذلك.

  واستمرت هذه العناية المميزة بالقرويين إلى عهد السلطان المولى يوسف الذي أمر بإنشاء مجلس علمي يتولى شؤون الجامعة عام 1330ه 1912 م كان على رأسه الفقيه العلامة أحمد بن الخياط كما جعل الانخراط في صفوف العلماء متوقفا على النجاح في الامتحان مع اجتياز مباراة كما اهتم السلطان برواتب العلماء.

  وهكذا تدرج إصلاح القرويين بعدة تنظيمات في فترات مختلفة من العهد العلوي حتى وصل إلى تنظيم محكم مع جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه حيث تم وضع نظام جديد يسير وفق روح العصر الحديث وينبني على أساس الدراسة الممنهجة المنتظمة التي تتوج بشهادات علمية معترف بها لدى المحافل الثقافية و الأوساط الجامعية والوظائف العمومية يضمن لحامليها حقوقهم المادية والمعنوية ويؤهلهم للعمل في كثير من الميادين الحيوية والوظائف المناسبة.

  وفي هذا الصدد صدرت عدة ظهائر وقرارات تتعلق بإدخال التنظيم الجديد على جامعة القرويين منها:

   •   ظهير شريف سنة 1348ه 1930م يتعلق بتعيين المدرسين وترتيبهم وتنفيذ رواتبهم.

  •  ظهير شريف سنة 1349 ه 1931م يتعلق بإسناد تعيين الفنون والعلوم المدروسة والمؤلفات التي تدرس، بها للمجلس الأعلى إلى جانب سن ضوابط تنظيم وتحسين طرق التدريس.

  وفي سنة 1351هـ/1933م صدر الضابط المسنون في أحد عشر فصلا يتضمن تقسيم الدراسة إلى ثلاث مراحل ابتدائية (ثلاث سنوات) ثانوية (ست سنوات) وعالية (ثلاث سنوات) وتحتوي على شعبتين: شرعية وأدبية وتنتهي بتخويل المتخرج شهادة العالمية وهي أعلى شهادة تمنحها جامعة القرويين.

 وفي هذا الصدد أسست لجنة عليا للسهر على إصلاح التعليم بصفة عامة وجامعة القرويين بصفة خاصة وأنشئ لهذا قسم خاص في وزارة التعليم يعنى بكلياتها ومعاهدها وروافدها الابتدائية والثانوية لتتلاءم مع تدريس العلوم العصرية بطريقة حديثة من رياضيات وعلوم تجريبية ولغات أجنبية إلى جانب الدراسات الإسلامية ساهم ذلك في النهوض بالتعليم الأصيل وتمكينه من الجمع بن القديم والحديث.

  سار المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه على نهج أسلافه الأكرمين وأجداده المنعمين الذين اولوها اهتماما فائقا واعتبارا خاصا فواصل جلالته تلك الرعاية اللائقة والاهتمام الفائق بجامعة القرويين حيث تحققت لها مكاسب هامة عادت بالتقدم والازدهار على هذه الجامعة الأصيلة.

  وتبرز هذه الرعاية المستمرة في عدة مظاهر وفي كثير من المناسبات واللقاءات التي عقدها جلالته مع السادة العلماء قصد التعرف على سير التعليم الأصيل من أجل تدارس حاجياته ووسائل النهوض به ماديا وتربويا وحثهم على مواصلة رسالتهم العلمية وإبلاغها للأجيال الناشئة. وفي هذا السياق نجد في الخطب السامية لجلالته، والظهائر الملكية والمراسيم الوزارية ما يستهدف النهوض بجامعة القرويين وتزويدها بالإمكانيات الضرورية وإعادة النظر في برامجها ومناهجها وتحديد الدراسات التي تختص بها كل كلية من كلياتها مما يعطيها نفسا جديدا  يساعد على تخريج علماء متخصصين في علوم اللغة العربية والفكر والحضارة والشريعة الإسلامية و العلوم القانونية.

  وفي هذا الصدد أصدر جلالته ظهيرا شريفا سنة 1382هـ /1963م يتعلق بإعادة تنظيم جامعة القرويين تنظيما جديدا يتلاءم وروح العصر الحديث شكلا وتربويا ليكتمل معه إطارها بمختلف الكليات التابعة لها .

  فأسست في عهده جسرا شامخا بين الثقافتين الغربية والشرقية ومهدت السبيل لحركة فكرية ما تزال إشعاعاتها تنير عقول الباحثين والمفكرين المعاصرين وبلغت شهرتها آفاق أوروبا.

  وفي إطار تنظيم الجامعات المغربية صدر الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 102-75-1 بتاريخ 13 صفر 1365 هـ موافق 25فبراير 1975 المتعلق بتنظيم الجامعات. فأصبحت جامعة القرويين تخضع في تسييرها التربوي والإداري أسوة بالجامعات المغربية الأخرى إلى هذا الظهير.

  وفي عهد جلالة الملك محمد السادس حظيت جامعة القرويين بالاهتمام و الرعاية كباقي جامعات المملكة، وفي سياق إعطاء نفس جديد لإصلاح منظومة التعليم و التكوين وفق توجهات الميثاق الوطني للتربية و التكوين دعا صاحب الجلالة في خطابه بمناسبة افتتاح الولاية التشريعية الثامنة بتاريخ 2 أكتوبر 2007 لوضع مخطط استعجالي هدفه تسريع وثيرة الإصلاح لتأهيل منظومة التربية و التكوين المحددة في قانون 01-00 المنظم للتعليم العالي .

  وتبعا لهذه التوجيهات السامية و كذا توصيات تقرير المجلس الأعلى للتعليم لسنة 2008 حول وضع تصورات منظومة التربيةو التكوين، و اعتبارا للتحديات الكبرى التي تواجهها الجامعات المغربية، انخرطت جامعة القرويين كباقي الجامعات المغربية الأخرى في هذا الإصلاح للنهوض بالجودة و الحفز على التفوق بالجامعة و تحسين عرض التعليم العالي و النهوض بالبحث العلمي، لإيجاد الحلول الناجعة للإشكاليات الأفقية لمنظومة التعليم العالي وبالبحث العلمي، التي يتوجب حلها بغية إنجاح الإصلاح، و ذلك بوضع نظام تعاقدي مع الجامعات و المركز الوطني للبحث العلمي و التقني و المكتب الوطني للأعمال الجامعية و الإجتماعية و الثقافية بغية ترسيخ ثقافة النتائج و القيادة الناجعة، و يتعلق الأمر بتقوية الاستقلالية و الرفع من روح المسؤولية و المبادرة و ذلك على أساس عقود متعددة مع الدولة، لتحقيق أهداف البرنامج الإستعجالي عن طريق تأكيد و دعم استقلالية الجامعة.

ديباجــــة :

  مهما اختلفت أشكال العرض والتقديم، تظل الحقائق التاريخية ثابتة لا تتغير وتظل القرويين الحدث المعجزة والنواة الأولى لشجرة العطاء المزهرة المثمرة، و يرجع الفضل في غرسها ووضع أسسها، للفاضلة ابنة الكرماء السيدة فاطمة بنت محمد الفهري، حيث أنفقت في سبيل إنجاح غايتها النبيلة كل ما ورثته عن أبيها من مال وفي، وذلك عام 245هـ 589م وبهذا تكون جامعة القرويين أسبق في التأسيس والتواجد من نظيراتها في الدول الأخرى كالأزهر في مصر عام 360هـ و ساليرن بإيطالبا عام 1050م و التي أصبحت معروفة بمدرسة نابولي عام 1180م وجامعة بادوا عام 1222م من وسالامانكا بإسبانيا عام 1243م وأكسفورد عام 1249م وكمبريدج ببريطانيا عام 1284م.

  وقد أصبحت جامعة القرويين بعد فترات انتقالية مقرا للدراسات الإسلامية العربية وحضنا لجميع فروع المعرفة من فقه وتفسير وحديث ولغة وفلسفة وطب ورياضيات وتنجيم وفلك ...وغير ذلك من العلوم. فتخرج منها الصلحاء والعلماء النبغاء المشهورين أمثال : الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي، من أعلم الناس في وقته وأحفظهم، بلغ درجة الاجتهاد في المذهب المالكي (ت 430هـ).

  والمفسر الضليع والقاضي النزيه أبو بكر بن العربي المعافري (ت543هـ). وابن رشيد السبتي (ت 721هـ). وابن البناء المراكشي أشهر رياضي عصره (ت 723هـ). وابن أجروم النحوي الذي ألف بها كتابه المشهور في النحو ـ المقدمة الأجرومية ـ (ت 723هـ). وابن الحاج الفاسي العبدري (ت 737هـ). وابن ميمون الغماري صاحب "رسالة الإخوان من أهل الفقه والقرآن" (ت 917هـ). والقاضي أبو العباس أحمد بن الحسن بن عرضون الغماري (ت 992هـ) الذي أفتى بمساواة قسمة المرأة والرجل في العمل، وهو ما يسمى بالحق في الكد والسعاية.

  كانت القرويين قبلة للعلماء والزوار من مختلف أصقاع العالم، حيث زارها المؤرخ وعالم الاجتماع المشهور ابن خلدون (ت808هـ) والجغرافي الشريف الإدريسي (ت 560هـ)، وابن زهرالإشبيلي (ت 557هـ )، ولسان الدين بن الخطيب (ت 776هـ) وابن مرزوق (ت 781 هـ) وغيرهم... وزارها أيضا في إطار الإنفتاح وتشجيع المحاورة بين الأديان، القسيس نيكولا كلينار من بلجيكا لأجل تقوية معارفه في اللغة العربية على يد علمائها ابتداء من سنة 947م، والأسقف أندريه (ت 983م). وتلقى علومها أيضا جيربرت دورياكGerbert d’aurillac الذي أصبح فيما بعد بابا الفاتيكان تحت اسم سلفيستر الثاني من عام (999م إلى 1003م). وهو الذي أدخل الأرقام العربية لأوروبا بعد رجوعه إليها. كما أن الطبيب والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون (ت 1204م) قضى فيها بضع سنوات زاول خلالها مهنة التدريس.

  هكذا كانت جامعة القرويين منفتحة على مجالات معرفية مختلفة واتصف علماؤها عبر العصور بالوسطية والاعتدال.

  وكما أدت دورها المعرفي العلمي، أدت دورها السياسي والاقتصادي والحضاري أيضا، تجلى ذلك في اتخاذ القرارات الحكيمة الرشيدة التي تهم الأمة من بيعة، وسلم، وحرب، ومقاومة. هذا الإشعاع الكبير جعل المستعمر الفرنسي ينعتها بالبيت المظلم، وكان الجنرال ليوطي يردد دائما " احذروا البيت المظلم، إياكم والبيت المظلم".

  هذا وإن كانت جامعة القرويين قد أدت هذه الرسالة النبيلة المعطاءة، فينبغي الآن أن تستمر في عطائها، وأن تقف أمام التحديات المختلفة التي تواجه الأمة وقد سلكت جامعتنا العتيدة المجدّة في منهجها دائما الأهداف والغايات الآتية :

   1 ـ استمرارية الذود عن الشأن الديني وحماية الأمن الروحي للمغاربة بتخريج علماء أكفاء ساهموا في التنمية الشاملة للبلاد.

  2 ـ تعميق البحث حول وحدة المذهب الذي هو من وحدة الأمة، بالحفاظ عليه وعلى سيرورته من الأفكار الدخيلة والمذاهب الهدامة.

   3 ـ نشر الثقافة الإسلامية وحماية اللغة العربية.

   4 ـ الدفاع عن ثوابت الأمة العربية والإسلامية ونشر الفكر الوسطي الإعتدالي.

   5 ـ حماية القيم الإنسانية وتزويد مرافق الدولة بالأطر والكفاءات والإنفتاح على سوق الشغل.

e learn

القائمة الجانبية

خدمات الجامعة

menu1 menu2 menu3 menu4 menu5 menu6 menu7 menu8

جامعة القرويين الرئاسة ©